أكثر من بلغنا قوله من أهل العلم على أن المكاتب إذا مات وقد ترك مالًا يفي بكتابته، فإنه يموت حرًّا وبقي في ذمته لسيده وما بقي فلورثته. روي ذلك عن عليٍّ وابن مسعود ومعاوية. وبه قال عطاء والحسن وطاوسُ وشريح والنخعي والثوري والحسن بن صالح ومالك وإسحاق وأصحاب الرأي ومعهم أبو حنيفة -رحمه الله- إلا أنه جعله حرًّا في آخر جزءٍ من حياته، وبالذي قلناه قال أحمد في رواية.
وروي عن عمر وزيد بن ثابت – رضي الله عنهما – والزهري: أنه يموت عبدًا وتنفسح الكتابة بموته وما ترك من مالٍ فهو لسيده. وبه قال إبراهيم وعمر بن عبد العزيز وقتادة والشافعي وأحمد في رواية.
(♦) أما إن مات ولم يترك وفاءً، ولم يكن قد أدى شيئًا من كتابته حيال حياته، فلا خلاف يعلم أنه يموت عبدًا وما ترك من مال فهو لسيده. إلا ما حكى عن مالك: من أنه إن كان له مملوك من كتابته، وكان لهذا المملوك مال أجبر على دفعه لسيد المكاتب أو أجبر على السعي لتحصيل مال المكاتبة للعبد المكاتب.
انظر كتاب المغني لابن قدامة ج 12 (ص: 364 ص: 365) كتاب الجامع لاحكام القرآن للقرطبي ج 12 (ص: 253) قلت: وفي المسألة تفصيل غير ذلك. انظر بداية المجتهد ج 2 (ص: 452) انظر كتاب الحاوي الكبير ج 18 (ص: 181).
– موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي للشيخ الإستاذ الدكتور محمد نعيم ساعي اللاذقاني الشامي/السوري –
عن علي رضي الله عنه: أن مُكَاتَبًا جاءه فقال: إني عَجَزْتُ عن كتابتي فَأَعِنِّي، قال: ألا أعلمك كلمات عَلَّمَنِيهِنَّ رسولُ الله ﷺ لو كان عليك مثلَ جبلٍ دَيْنًا أَدَّاهُ الله عنك؟ قل: ((اللهم اكْفِنِي بحلالك عن حرامك، وأَغْنِنِي بفضلك عَمَّنْ سِوَاكَ)). – حديث حسن رواه الترمذي –
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ قال: (( المُكَاتَبُ عَبْدٌ ما بَقِيَ عليه من مُكَاتَبَتِهِ دِرْهَمٌ )). – حديث حسن رواه أبو داود –