الكبيرة الرابعة عشرة: شرب الخمر وإن لم يسكر منه
قال الله تعالى: {يَسأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ …} – سورة البقرة
وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} – سورة المائدة
وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت تحريم الخمر مشى الصحابة بعضهم إلى بعض، وقالوا: حرمت الخمر وجُعلت عدلاً للشرك.
وذهب عبد الله بن عمر إلى أن الخمر أكبر الكبائر. وهي لا ريب أمُّ الخبائث، وقد لُعن شاربُها في غير ما حديث.
وقال صلى الله تعالى عليه وسلم: ((من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه، فإن شربها الرابعة فاقتلوه)). – رواه الترمذي، وللحديث روايات كثيرة من عدة طرق يصير بمجموعها صحيحاً، ولكنه منسوخ عند جمهور العلماء. انظر هامش جامع الأصول.
وعن عمرو بن الحارث، حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله ﷺ: ((من ترك الصلاةَ سُكرَاً مرّةٌ واحدةً فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسُلبَها، ومن تركَ الصلاةَ أربعَ مَراتٍ سُكراً كان حقاً على الله أن يسقيه من طينةِ الخَبَال. قيل: يا رسولَ الله! وما طينةُ الخَبَال؟ قال: عُصَارَةُ أهلِ جهنّمَ)) – رواه الإمام أحمد في المسند.
وعن جابر رضي الله عنه؛ أن رَجُلًا قَدِمَ مِن جَيْشَانَ -وَجَيْشَانُ مِنَ اليَمَنِ- فَسَأَلَ النَّبيَّ ﷺ عن شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بأَرضِهِم مِنَ الذُّرَةِ، يُقَالُ له: المِزْرُ، فَقالَ النَّبيُّ ﷺ: (( أَوَ مُسكِرٌ هُوَ؟ قالَ: نَعَم، قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: كُلُّ مُسكِرٍ حَرَامٌ، إنَّ علَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهدًا لِمَن يَشْرَبُ المُسكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِن طِينَةِ الخَبَالِ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وَما طِينَةُ الخَبَالِ؟ قالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ)). – رواه الإمام مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: ((من شربَ الخمرَ في الدنيا ثم لم يتب منها حُرِمها في الآخرة)). – رواه الإمام البخاري
وعنه عليه الصلاة والسلام قال: ((مدمنُ الخمر إن ماتَ لقيَ اللهَ كعابدِ وَثن)). – رواه أحمد والبزار والطبراني
- كتاب الكبائر وتبين المحارم للإمام الذهبي – حققه محي الدين مستو.
- للمتوسمين | lilmutawasimin