الكبيرة السادسة والعشرون: القاضي السوء
قال الله تعالى: {وَمَن لَّم يَحكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} – سورة المائدة.
وقال تعالى: {أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبغُونَ ۚ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} – سورة المائدة.
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} – سورة البقرة.
وقد روى الحاكم في صحيحه بإسناد لا أرضاه أنا، عن طلحة بن عُبيد الله، عن النبي ﷺ: ((لا يقبلُ الله صلاةَ إمامٍ حكم بغير ما أنزلَ الله)).
وصحح الحاكم من حديث بريدة عن النبي ﷺ: ((قاضٍ في الجنّةِ وقاضيانِ في النّارِ، قاضٍ عرفَ الحقَّ فقضَى به فهو في الجنةِ، وقاضٍ عرفَ الحقَّ فجارَ متعمداً فهو في النّار، وقاضٍ قضَى بغيرِ علمٍ فهو في النار)).
قلت: فكل من قضى بغير علم ولا بيّنةٍ من الله ورسوله على ما يقضي به فهو داخل في هذا الوعيد.
وروى شريكٌ عن الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: (( قاضيانِ في النّارِ وقاضٍ في الجنة…)) وذكر الحديث. قالوا: فما ذنب الذي يجهل؟ قال: ((ذنبه أن لا يكون قاضياً حتى يعلم)). إسناده قوي.
وأقوى منه حديثُ مَعقلِ بن سنان عن النبي ﷺ قال: ((ما مِن أحدٍ يكونُ على شيءٍ من أمورِ هذه الأمّةِ فلا يعدلُ فيهم إلا كبَّه الله في النار)) – رواه الحاكم في المستدرك.
وروى عثمان بن محمد الأخنسي – وهو صدوق – عن المقبريّ عن أبي هريرة رضي الله عن النبي ﷺ قال: ((مَن جُعلَ قاضياً بينَ الناسِ فكأنما ذُبحَ بغير سكين)) – رواه ابو داود.
أما إذا اجتهد الحاكم وقضى بما قام الدليل على صحته، ولم يحكم برأي فقيه، وقد لاح له ضعف ذلك القول، فهو مأجور ولا بد، لقول النبي ﷺ؛ ((إذا حكم الحاكمُ فاجتهدَ فأصابَ فلهُ أجرانِ، وإذا حكمَ فاجتهدَ فأَخطأَ فله أجرٌ)) – رواه البخاري ومسلم.
فرتب النبي ﷺ الأجر إذا اجتهد في الحكم، فأما إذا كان مقلداً فيما يقضي به فلم يدخل في الخبر.
– ويحرم على القاضي أن يحكم وهو غضبان، لا سيما من الخصم، وإذا اجتمع في القاضي قلة علم وسوء قصد وأخلاق زعرة وقلة ورع فقد تمت خسارته، ووجب عليه أن يعزل نفسه، ويبادر بالخلاص من النار.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: ((لعنة الله على الراشي والمرتشي)) – صححه الترمذي.
- كتاب الكبائر وتبين المحارم للإمام الذهبي – حققه محي الدين مستو.
- للمتوسمين | lilmutawasimin