الكبيرة الثالثة والثلاثون: الرياء، وهو من النفاق
قال الله تعالى: {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًأ} – سورة النساء
وقال تعالى: {كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ} – سورة البقرة
عَن سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهلِ الشَّامِ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ، قَالَ: نَعَم، سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ : ((إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ الْقِيَامَةِ عَلَيهِ رَجُلٌ استُشهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ : قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى استُشْهِدتُ، قَالَ: كَذَبتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلتَ لِأَن يُقَالَ: جَرِيءٌ، فَقَد قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلمَ، وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ : فَمَا عَمِلتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمتُ الْعِلمَ، وَعَلَّمتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمتَ العِلمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَد قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللّهُ عَلَيهِ، وَأَعطَاهُ مِنْ أَصنَافِ المَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنفقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَد قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ)). – حديث صحيح رواه الإمام مسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ ناساً قالوا له: إنّا ندخلُ على أمرائِنا فنقولُ لهم بخلافِ ما نتكلَّمُ به إن خرجنَا من عندهم. قال ابن عمر: (كنّا نعدُّ هذا نفاقاً على عهدِ رسولِ الله ﷺ). – رواه الإمام البخاري
وقال النبي ﷺ: ((من سمَّعَ سمَّعَ الله به، ومَن يُرائي يُرائي اللهُ به)). – رواه الإمام مسلم
وعن معاذ رضي الله عنه عن النبي قال: ((اليسيرُ من الرِّياءِ شركٌ)). – رواه الحاكم في المستدرك.
- كتاب الكبائر وتبين المحارم للإمام الذهبي – حققه محي الدين مستو.
- للمتوسمين | lilmutawasimin