عقوق الوالدين

الكبيرة الخامسة: عقوق الوالدين 

قال الله عز وجل: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَولًا كَرِيمًا} – سورة الإسراء –

وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا…} – سورة الأحقاف


وقال النبي ﷺ: ((أَلا أنبِّئكم بأكبرِ الكبَائرِ؟ فذكر منها ((عقوق الوالدين)). – متفق عليه –

وقال عليه الصلاة والسلام: ((رضا اللهِ في رِضا الوالدِ، وَسخَطُ اللهِ في سَخَطِ الوالدِ)). – رواه الترمذي والحاكم في المستدرك –

وعنه عليه الصلاة والسلام: ((الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنّةِّ، فإنّ شئتَ فاحفظ، وإن شئتَ فضيِّع)). – رواه أحمد والترمذي وابن ماجه –

عن معاوية بن جاهمة السلمي: (إنَّ جاهِمةَ جاء إلى النَّبيِّ ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أَرَدتُ أنْ أغزُوَ، وقد جِئتُكَ أستَشيرُكَ، فقال: ((هل لكَ من أُمٍّ؟، قال: نَعَمْ، قال: فالْزَمْها، فإنَّ الجَنَّةَ عندَ رِجْلِها)). – تخريج مشكل الآثار، صححه شعيب الأرناؤوط.

وجاء رجل يستأذنه في الجهاد معه فقال: ((أحيٌّ والداكَ؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد)). – رواه الإمام النسائي –

وقال ﷺ: ((يدُ المعطي العُليا ، وابدَأ بمن تعولُ أُمَّكَ وأباكَ وأُخْتَكَ ، وأخاكَ ، ثمَّ أدناكَ فَأدناكَ)). – رواه ابن حبان، حديث صحيح –

وروي عن النبي ﷺ: ((ثلاثةٌ لا يَدخُلونَ الجنَّةَ: مُدمِنُ خَمرٍ، وقاطعُ رَحمٍ، ومُصدِّقٌ بالسِّحرِ…)) – رواه أحمد وأبو يعلى وشعيب الأرناؤوط وقال حديث حسن لغيره.

وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: جاءَ أعْرابِيٌّ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما الكَبائِرُ؟ قالَ: (الإشْراكُ باللَّهِ). قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ:( ثُمَّ عُقُوقُ الوالِدَيْنِ). قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: (اليَمِينُ الغَمُوسُ). قُلتُ: وما اليَمِينُ الغَمُوسُ؟ قالَ: (الذي يَقْتَطِعُ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هو فيها كاذِبٌ). – حديث صحيح رواه البخاري –

وعنه عليه الصلاة والسلام: ((لا يدخل الجنة عاقٌّ ولا مُكَذِّبٌ بالقَدرِ)) – رواه أحمد في مسنده وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد –

وروى عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن عمرو بن مرة الجهني رضي الله تعالى عنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله! أرأيتَ إن صليت الصلواتِ الخمس، وصمتُ رمضانَ، وأديتُ الزكاةَ، وحججتُ البيتَ، فماذا لي؟ قال: ((من فعلَ ذلكَ كان مع النبيّينَ والصديقينَ والشهداءِ إلا أن يعقَّ والديه)) – ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما بإختصار –

وعن بكار بن عبدالعزيز بن أبي بكرة، حدثنا أبي عن أبي بكرة مرفوعاً: ((كلُّ الذنوبِ يُؤَخّرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يوم القيامةِ إلّا عقوقُ الوالدين، فإنّه يُعَجَّلُ لصاحبه)). – رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: بكار ضعيف.

وقال النبي ﷺ: ((لا يَجزي ولدٌ والدًا إلَّا أنْ يجِدهُ مملوكًا فيشتريَهُ فيُعتقَهُ)) – رواه مسلم –

وعنه عليه الصلاة والسلام بإسناد حسن قال: ((لعنَ اللهُ العاقَّ لوالديه)) – رواه الحاكم في المستدرك وأورده الذهبي في التلخيص –

وقال عليه الصلاة والسلام: ((الخالةُ بمنزلة الأمّ)). – صححه الترمذي –

وعن وهب بن منبه قال: إن الله تعالى قال: يا موسى! وقّر والديك، فإنه من وقّر والديه؛ مددت له في عمره عمرًا، ووهبت له ولدًا يبره. ومن عق والديه؛ قصرت عمره، ووهبت له ولدًا يعقه.

وقال كعب: والذي نفسي بيده ! إن الله ليعجل حين العبد إذا كان عاقًا لوالديه ؛ ليعجل له العذاب، وإن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان بارًا بوالديه؛ ليزيده برًا وخيرًا.| الحَين: بالفتح: الهلاك، وقد حان الرجل: أي هلك.

– وقال أبو بكر بن أبي مريم: قرأت في التوراة: من يضرب أباه يُقتل.

– وقال وهب: في التوراة: على من صَكَّ والديه الرجم. | صَكَّ: ضرب.

  • كتاب الكبائر وتبين المحارم للإمام الذهبي – حققه محي الدين مستو.
  • للمتوسمين | lilmutawasimin