الكبيرة الرابعة: ترك الصلاة
قال الله تعالى: {فخلفَ من بعدهم خلفٌ أضاعُوا الصَّلَاة وَاتبعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوف يلقونَ غياً إِلَّا من تَابَ وآمن وَعمل صَالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يُظلمون شيئاً} – سورة مريم –
وقال تعالى: {فويلٌ للمصلين • الذينَ هم عن صلاتِهم سَاهُون} – سورة الماعون –
وقال تعالى: {ما سَلككُم في سَقَرَ • قالوا لم نكُ من المُصَلِّين …} – سورة المدثر –
وقال عليه الصلاة والسلام: ((العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) – رواه أحمد في المسند والترمذي –
وقال عليه الصلاة والسلام: ((من فاتته صلاةُ العصر حبِطَ عمله)). – رواه الإمام البخاري –
وقال: ((بين العبد وبين الشرك تركُ الصلاة)). – رواه الإمام مسلم –
وعنه ﷺ قال: ((مَن تركَ الصلاةَ متعمداً فقد برئت منه ذمَّةُ الله)). – رواه أحمد والبيهقي –
وقال عمر رضي الله عنه: (أما إنه لا حظَّ لأحدٍ في الإسلام أضاع الصلاة).
وقال إبراهيم النخعي: من تركَ الصلاةَ فقد كفر. وقال أيوب السختياني مثل ذلك.
وروى الجريري عن عبد الله بن شقيق: (كان أصحاب رسول الله ﷺ لا يرون شيئاً من الأعمال تَركُه كُفرٌ غيرَ الصلاة). – أخرجه الحاكم في المستدرك، والترمذي –
وقال ابن حزم: لا ذنب بعد الشرك أعظم من ترك الصلاة حتى يخرج وقتها، وقتلِ مؤمنٍ بغير حق.
وروى همام، نبأنا قتادة عن الحسن عن حُريث بن قَبيصة قال: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: ((أولُّ ما يُحاسَبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ من عمله صلاتُهُ، فإن صلحت فقد أفلحَ وأنجحَ، وإن فسدت فقد خابَ وخَسِرَ)). – رواه أحمد والترمذى والحاكم وهو حديث حسن بشواهده –
وقال عليه الصلاة والسلام: ((أُمِرتُ أن أقاتلَ الناسَ حتى يَشهدُوا أن لا إلهَ إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاةَ، ويُؤتوا الزَّكاةَ، فإذا فعلوا ذلك عَصَمُوا مني دماءَهم وأموالهم إلا بحقِّ الإسلام، وحسابُهم على الله)). – رواه الإمام البخاري –
وعن أبي سعيد أن رجلاً قال: يا رسول الله! اتقِ الله. فقال: ((ويلكَ أولست أحقَّ أهلِ الأرضِ أن يتقيَ الله)) فقال خالدُ بن الوليد رضي الله عنه: ألا أضربُ عنقَه يا رسول الله! فقال: ((لا، لعلّه أن يكونَ يُصَلّي)). – حديث صحيح رواه الأمام مسلم –
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمروٍ رضي الله تعالى عنهما، عن النبي ﷺ أنه قال: ((من لم يحافظ على الصلاة لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاةً، وكان يومَ القيامةِ مع قارون وفرعونَ وهامانَ وأبي جهلٍ وأُبيّ بنِ خلف)) – رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني وابن حبان –
وهذه النصوص تُشعر بكفر تارك الصلاة، وقد قال النبي ﷺ لمعاذ: ((ما من عبدٍ يشهدُ أن لا إله إلّا الله وأنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه إلا حرَّمه اللهُ على النّار)). – رواه البخاري ومسلم –
- فمؤخر الصلاة عن وقتها صاحب كبيرة، وتاركها بالكلية – أعني الصلاة الواحدة – كمن زنى وسرق، لأن ترك كل صلاة أو تفويتها كبيرة، فإن فعل ذلك مراتٍ كان من أهل الكبائر إلا أن يتوب، فإن لازم ترك الصلاة فهو من الأخسرين الأشقياء المجرمين.
– كتاب الكبائر وتبين المحارم للإمام الذهبي – حققه محي الدين مستو –
للمتوسمين | lilmutawasimin