الكذَّاب في غالب أقواله

الكبيرة الرابعة والعشرون: الكذَّاب في غالب أقواله

قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّه لَا يَهدِي مَن هُوَ مُسرِفٌ كَذَّابٌ} – سورة غافر.

وقال الله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} – سورة الذاريات.

وقال سبحانه وتعالى: {ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَّعنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} – سورة آل عمران.

وقال النبي ﷺ: ((إنَّ الصِّدقَ يَهدِي إلى البِرِّ ، وإنَّ البِرَّ يَهدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكذِبُ حتَّى يُكتَبَ عِندَ اللَّهِ كَذَّابًا)) – رواه الإمام البخاري.

وقال النبي ﷺ: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدّثَ كذبَ، وإذا وعدَ أخلفَ، وإذا ائتُمن خانَ)) – رواه الإمام البخاري.

وقال ﷺ: ((أربعٌ من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلةٌ منهنَّ كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعَها: إذا ائتُمن خانَ، وإذا حدّثَ كذبَ، وإذا عاهدَ غدرَ، وإذا خاصمَ فجرَ)) – رواه الإمام البخاري.

وقال ﷺ: ((من تحلّمَ بحُلمٍ لم يرَه كُلِّفَ أن يعقدَ بين شعيرتين يوم القيامة ولن يفعلَ)) – رواه الإمام البخاري.

وقال ﷺ: ((إنَّ مِن أعظَمِ الفِرَى أن يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إلى غيرِ أبِيهِ، أو يُرِيَ عَيْنَهُ ما لَم تَرَ، أوْ يقولُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما لَم يَقُل)) – رواه الإمام البخاري.

وأخرج حديث سمرة بن جندب بطوله في منام النبي ﷺ وفيه: ((وأَمَّا الرَّجُلُ الذي أتَيتَ عليه، يُشَرشَرُ شِدقُهُ إلى قَفَاهُ، ومَنْخِرُهُ إلى قَفَاهُ، وعَيْنُهُ إلى قَفَاهُ، فإنَّه الرَّجُلُ يَغدُو مِن بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الكَذبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ)) – رواه الإمام البخاري.

وعنه ﷺ قال: ((يُطبع المؤمنُ على كلِّ شيءٍ ليس الخيانة والكذب)) – رواه الإمام أحمد وضعفه الذهبي.

وعنه ﷺ قال: ((إنَّ في المعاريض لمندوحةً عن الكذب)) – أخرجه الطبري في التهذيب والطبراني في الكبير. | مندوحة عن الكذب: أي سعة.

وقال ﷺ: ((كفى بالمرء إثماً أن يحدّثَ بكلِّ ما سمعَ)) – رواه الإمام مسلم.

وقال ﷺ: ((المُتَشَبِّعُ بما لَم يُعطَ كَلَابِسِ ثَوْبَي زُورٍ)) – رواه الإمام مسلم.

وقال ﷺ: ((إيّاكُم والظنَّ فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث)) – حديث متفق عليه.

وقال ﷺ: ((ثلاثة لا يكلمهم الله…)) الحديث. وفيه: ((ملكٌ كذّاب)). رواه الإمام مسلم. 

  • كتاب الكبائر وتبين المحارم للإمام الذهبي – حققه محي الدين مستو.
  • للمتوسمين | lilmutawasimin

معنى قول ﷺ: ((المُتَشَبِّعُ بما لَم يُعطَ كَلَابِسِ ثَوْبَي زُورٍ)) – رواه الإمام مسلم.

لقد ربَّى الإسلامُ أتْباعَه على الصِّدقِ والعِفَّةِ والأمانةِ؛ فلا يَنبغي للمُسلمِ أنْ يدَّعِيَ ما ليْس فيهِ، ولا أنْ يَتظاهرَ بغيرِ الحَقيقةِ.
وفي هذا الحديثِ تَروي عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ امرأةً قالت للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يا رسولَ الله، أَقولُ» لِغَيري مِن النَّاسِ أو النِّساءِ: «إنَّ زَوْجي أعطاني ما لم يُعطِني»، وإنَّما تقولُ النِّساءُ مِثلَ هذا عُمومًا؛ للتَّظاهُرِ على ضَرائِرهِنَّ حتَّى يَتضايَقْنَ في أنفُسِهنَّ، وحتَّى يَتظاهَرْنَ بِحُظْوَتِهِنَّ عندَ الأزواجِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «المتشبِّعُ بما لم يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»، والمعنى: أنَّ المتكثِّرَ بما ليْس عندَه بأنْ يُظهِرَ أنَّ عندَه ما ليْس عندَه، يَتزايَدُ ويتَعالَى بذلك عندَ النَّاسِ ويَتزيَّنُ بالباطلِ؛ فهو مَذْمومٌ كما يُذَمُّ مَن لَبِس ثَوْبَيْ زُورٍ، وهو مَن يُزوِّرُ على النَّاسِ، كمَنْ يَلْبَسُ لِباسَ ذَوِي التقشُّفِ ويَتزيَّا بزِيِّ أهلِ الزُّهدِ والصَّلاحِ والعِلمِ وليس هو بتِلك الصِّفةِ، وأضافَ الثَّوبَيْن إلى الزُّورِ؛ لأنَّهما لُبِسَا لأجلِه؛ فالإضافةُ لِأَدْنَى مُلابَسةٍ، والتَّثنِيَةُ اعتبارًا بالرِّداءِ والإزارِ. – الدرر السنية.