الكبيرة الخامسة عشرة: الكبر والفخر والخيلاء والعجب والتيه
قال الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَومِ الحِسَابِ} – سورة غافر
وقال تعالى؛ {إنه لا يحبُّ المستكبرين} – سورة النحل
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلطَانٍ أَتَاهُم ۙ إِن فِي صُدُورِهِم إِلَّا كِبرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ۚ فَاستَعِذ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} – سورة غافر
وقال النبي ﷺ: ((لا يدخلُ الجنة أحدٌ في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كِبر)) – رواه الإمام مسلم
وقال النبي ﷺ: ((بينما رجل يتبختر في برديه إذ خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة)) – رواه الإمام البخاري | يتجلجل: الجلجلة: صوت مع حركة، والمراد: أنه يسوخ في الأرض، يغوص فيها.
وقال ﷺ: ((يُحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة أمثال الذر)) – رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن
وقال بعض السلف: أوّل ذنب عُصي الله به الكبر، قال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} – سورة البقرة. فمن استكبر على الحق كما فعل إبليس لم ينفعه إيمانه.
وعن النبي ﷺ قال: ((الكبر سَفَهُ الحقِّ وغَمضُ الناس)) وفي لفظ مسلم: ((الكبرُ بَطَرُ الحقّ وغَمطُ الناس)). | بطر الحق: إنكاره. وغمض الناس: الاستخفاف بهم واحتقارهم.
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} – سورة لقمان
وقال ﷺ: ((يقول الله تعالى: العظمةُ إزاري، والكبرياءُ ردائي فمن نازعني فيهما ألقيتُه في النار)) – رواه الإمام مسلم | المنازعة: المجاذبة.
وقال ﷺ: ((اختصمتِ الجنةُ والنارُ إلى ربها، فقالت الجنةُ: يا ربِّ مالي يَدخلُني ضعفاءُ الناس وسَقَطُهم، وقالتِ النارُ: أُوثرت بالجبارين والمتكبرين…)) – رواه الترمذي
قال الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} – سورة القصص
وقال تعالى: {وَلَا تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمشِ فِي الْأَرضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ} – سورة لقمان | أي: لا تمل خدك للناس معرضاً مستكبراً. والمرح: التبختر.
وقال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه : أكل رجل عند النبي ﷺ بشماله، فقال: ((كل بيمينكَ)) قال: لا أستطيعُ. ما منعَه إلا الكبرُ. قال: ((لا استطعت)). فما رفعَها إلى فيهِ بعد. – رواه الإمام مسلم
وقال النبي ﷺ: ((ألا أخبرُكم بأهل النار: كلُّ عُتُلٍّ جَوّاظٍ مُستكبر)) – متفق عليه.
وقال عمر بن يونس اليمامي، نبأنا أبي، نبأنا عكرمة بن خالد، أنه لقي ابن عمر فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ((ما من رجلٍ يختالُ في مِشيته ويتعاظمُ في نفسهِ إلا لقيَ اللهَ وهو عليه غضبان)) – رواه الإمام أحمد والحاكم في المستدرك.
وصح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((أول ثلاثةٍ يدخلونَ النارَ: أميرٌ مُتسلط، وغنيٌّ لا يؤِّدي الزكاةَ، وفقيرٌ فخور)) – أخرجه ابن خزيمة وابن حبان
- قلت: وأشرُّ الكبر من تكبر على العباد بعلمه، وتعاظم في نفسه بفضيلته، فإن هذا لم ينفعه علمه، فإن من طلب العلم للآخرة كسره علمه، وخشع قلبه، واستكانت نفسه، وكان على نفسه بالمرصاد، فلم يفتر عنها، بل يحاسبها كل وقت ويثقفها، فإن غفل عنها جمحت عن الطريق المستقيم وأهلكته. ومن طلب العلم للفخر والرياسة، ونظر إلى المسلمين شزراً، وتحامق عليهم، وازدرى بهم، فهذا من أكبر الكبر، ولا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
- كتاب الكبائر وتبين المحارم للإمام الذهبي – حققه محي الدين مستو.
- للمتوسمين | lilmutawasimin