المستحب في دعاء الاستفتاح

مسألة (214) 

جمهور أهل العلم على أن المستحب في دعاء الاستفتاح هو “سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جَدُّكَ ولا إله غيرك”. وبه قال عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود والثوري وإسحاق وأبو حنيفة وأصحابه.

قلت: وهو مذهب أحمد -رحمه الله- تعالى.

وقال الشافعي: المستحب فيه هو دعاء التوجُّه وهو: “وجت وجهي للذي فطر السماوات والأرض ….. إلى آخر الدعاء”. وبه قال ابن المنذر، وحكى ابن رشد عن أبي يوسف أنه يجمع بينهما (1).

مغ ج 1 ص 516.


(1) انظر بداية ج 1 ص 163.


> عن جابرٍ رضيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان إذا افتَتَح الصَّلاةَ قال: سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك، وتبارَك اسمُك، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُك، وجَّهتُ وجهيَ للذي فطَر السمواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا من المُشرِكين، إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للهِ ربِّ العالَمينَ)) رواه الطبراني والبيهقي. قال الذهبي الدمشقي في المهذب: على غرابتِه سندُه جيِّد، – وقوَّى إسنادَه ابنُ حجر في نتائج الأفكار –

> عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كان رسولُ اللهِ ﷺ يسكُتُ بين التَّكبيرِ والقراءةِ، فقلتُ: بأبي وأمِّي يا رسولَ اللهَ، في إسكاتِك بين التَّكبيرِ والقراءةِ ما تقولُ؟ قال: أقولُ: اللهمَّ باعِدْ بيني وبين خطايايَ كما باعَدْتَ بين المشرِقِ والمغرِبِ، اللهمَّ نقِّني مِن الخطايا كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ، اللهمَّ اغسِلْ خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ)) – حديث صحيح رواه البخاري ومسلم –