الدعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام

مسألة (213) 

جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم على استحباب استفتاح الصلاة بعد التكبير للإحرام بدعاء الاستفتاح المأثور عن النبي – ﷺ – وذلك قبل القراءة.

وخالف في ذلك مالك -رحمه الله- تعالى فقال يكبر للإحرام ثمَّ يقرأ ولا يستفتح وأنكر الدعاء الوارد في ذلك (١).

مج ج 3 ص 256، مغ ج 1 ص 515.


(١) وقال مالك ومن كان وراء الإِمام ومن هو وحده ومن كان إمامًا فلا يقل سبحانك اللهم وبحمدك …… ولكن يكبِّروا ثمَّ يبتدؤوا القراءة. انظر المدونة ج 1 ص 66. قلت: وقد نقل ابن رشد عن الشافعي ما يوهم أنه يقول بوجوب دعاء التوجه الآتي ذكره إن شاء الله، وهذا خطأ، بل مذهبه -رحمه الله- ومذهب الجمهور أنه سنة مستحبة، ونقل الإمام الماوردي عن مالك أنه يتوجَّه قبل الإحرام بالصلاة. انظر بداية ج 1 ص163. الحاوي في ج 2 ص 101.


> عن جابرٍ رضيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان إذا افتَتَح الصَّلاةَ قال: سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك، وتبارَك اسمُك، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُك، وجَّهتُ وجهيَ للذي فطَر السمواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا من المُشرِكين، إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للهِ ربِّ العالَمينَ)) رواه الطبراني والبيهقي. قال الذهبي الدمشقي في المهذب: على غرابتِه سندُه جيِّد، – وقوَّى إسنادَه ابنُ حجر في نتائج الأفكار –

> عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كان رسولُ اللهِ ﷺ يسكُتُ بين التَّكبيرِ والقراءةِ، فقلتُ: بأبي وأمِّي يا رسولَ اللهَ، في إسكاتِك بين التَّكبيرِ والقراءةِ ما تقولُ؟ قال: أقولُ: اللهمَّ باعِدْ بيني وبين خطايايَ كما باعَدْتَ بين المشرِقِ والمغرِبِ، اللهمَّ نقِّني مِن الخطايا كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ، اللهمَّ اغسِلْ خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ)) – حديث صحيح رواه البخاري ومسلم –