أكثر العلماء على استحباب سجود الشكر عند تجدد نعمة أو اندفاع نقمةٍ، وهو محكي عن أبي بكر الصديق وعليِّ بن أبي طالب وكعب بن مالك رضي الله تعالى عنهم، وحُكي كذلك عن إِسحاق وأبيِ ثور، وهو مذهب الليث والشافعي وأحمد وداود وابن المنذر.
وقالت طائقة بكراهته، منهم أبو حنيفة والنخعي ومالك في أشهر الروايتين عنه.
وقال مالك في رواية: ليس هو سنة.
مج ج 3 ص 523.
عنِ البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: ((بعَثَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خالدَ بنَ الوليدِ إلى اليمنِ يَدعوهم إلى الإسلامِ، فذَكَر الحديثَ في بعثِه عليًّا، وإقفاله خالدًا، ثم في إسلامِ هَمدان، قال: فكتَب عليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإسلامِهم، فلمَّا قرأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الكتابَ خرَّ ساجدًا، ثم رفَع رأسَه، فقال: السَّلامُ على هَمدان، السَّلامُ على هَمدان)) صحَّحه النوويُّ الدمشقي في الخلاصة، والذهبي الدمشقي في المهذب، وصحَّح إسنادَه ابنُ القيِّم الدمشقي على شرط البخاري في زاد المعاد.
قال كعبُ بن مالكٍ رَضِيَ اللهُ عَنه، وهو يَحكي قِصَّة توبتِه: ((… فبَينا أنا جالسٌ على الحالِ التي ذَكَر اللهُ؛ قد ضاقت عليَّ نفسي، وضاقتْ عليَّ الأرضُ بما رَحُبت، سمعتُ صوتَ صارخٍ، أَوفَى على جبلِ سَلعٍ بأَعلى صوتِه: يا كعبُ بنَ مالكٍ، أَبشِر، قال: فخررتُ ساجدًا، وعرفتُ أن قد جاء فرَجٌ، وآذنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بتوبةِ اللهِ علينا حين صَلَّى صلاةَ الفجرِ، فذَهَبَ الناسُ يُبشِّرونَنا)) – حديث صحيح رواه البخاري ومسلم –