دعوة الكافرين إلى الإسلام قبل القتال

 

جمهور العلماء على أن دعوة الكافرين الذين لم يَبْلُغْهُمْ الإِسلام قبل القتال فرض، وأما الذين بلغتهم الدعوة فمستحب، وهو قول نافع مولى ابن عمر والحسن البصري والثوري والليث والشافعي وأبي ثور، وبه قال ابن المنذر، وحكاه عن أكثر أهل العلم،

وقال مالك وغيره: يجب في الحالين وقال قوم: لا يجب في الحالين.

قلت: وقد حكى ابن رشد الإجماع على عدم جواز المحاربة قبل الدعوة لمن لم تبلغهم.

نيل الأوطار جـ 8 (ص 53) شرح جـ 12 (ص 36). انظر في هذه المسألة مغ جـ 10 (ص 385). بداية جـ 1 (ص 512).

– موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي للشيخ الإستاذ الدكتور محمد نعيم ساعي اللاذقاني الشامي/السوري –


عن بريدة بن حصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا بَعَثَ أميرًا على سَريَّةٍ أو جَيشٍ، أوْصاهُ في خاصَّةِ نَفْسِه بتَقْوى اللهِ، ومَن معه مِن المُسلِمينَ خَيرًا، وقال: ((اغْزُوا باسمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ، قاتِلوا مَن كَفَرَ باللهِ، فإذا لَقِيتَ عَدُوَّك مِن المُشرِكينَ فادْعُهم إلى إحدى ثلاثِ خِصالٍ -أو خِلالٍ- فأيَّتُهُنَّ ما أجابوك إليها، فاقبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم: ادْعُهم إلى الإسلامِ، فإنْ أجابُوكَ فاقبَلْ منهم، ثم ادْعُهم إلى التَّحوُّلِ مِن دارِهم إلى دارِ المُهاجِرينَ، وأعْلِمْهم إنْ همْ فَعَلوا ذلك أنَّ لهم ما للمُهاجِرينَ، وأنَّ عليهم ما على المُهاجِرينَ، فإنْ أبَوْا واخْتاروا دارَهم، فأعْلِمْهم أنَّهم يكونون كأعرابِ المُسلِمينَ، يَجري عليهم حُكمُ اللهِ الذي يَجري على المُؤمِنينَ، ولا يكونُ لهم في الفَيءِ والغَنيمةِ نَصيبٌ إلَّا أنْ يُجاهِدوا مع المُسلِمينَ، فإنْ همْ أبَوْا فادْعُهم إلى إعطاءِ الجِزْيةِ، فإنْ أجابوا فاقبَلْ منهم وكُفَّ عنهم، فإنْ أبَوْا فاستَعِنِ اللهَ، ثم قاتِلْهم)). – مسند الإمام أحمد صححه شعيب الأرناؤوط الدمشقي –

قال الله جل جلاله: { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } – سورة التوبة –

قال الله جل جلاله العزيز الحكيم: { لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْـمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْـمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْـحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْـمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } – سورة النساء –

قال الله جل جلاله العزيز القوي: {إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْـجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} – سورة التوبة –