تعذيب الميت ببكاء أهله

جمهور العلماء على أن أحاديث تعذيب الميت ببكاء أهلة محمولة على من أوصى بذلك.

وقالت طائفة: معناها أن الميت يُعذَّب بْذكرِ أَهْلهِ نَقَائِصَهُ وقبائحه ظنًا منهم أنها منائح ومحاسن، أو بادعاء ما يحرم كقولهم يا مرمل النساء وميتم الأطفال وما أشبه ذلك.

وقالت طائفة: عذاب الميت ببكاء أهله هو حزنه عليهم ورفقه من أجلهم، واختاره ابن جرير الطبري. ورجَّحه القاضي عياض.

وقال طائفة: هو محمول على الكافر وصاحب الذنب فيعذب الكافر بكفره والعاصي بذنبه وليس ببكاء أهله، وهو قول عائشة رضي الله تعالى عنها (1).

مج 5 ص 265.


(1) راجع مغ ج 2 ص 412.


عن عائشة أم المؤمنين رض الله عنه انها قالت: يغفرُ اللَّهُ لأبي عبدِ الرَّحمنِ بنِ عُمرَ يقولُ: إنَّ الميِّتَ ليعذَّبُ ببُكاءِ الحيِّ . واللَّهِ ما ذاكَ إلَّا إيهامٌ من عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ يغفِرُ اللَّهُ لَهُ، إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }. وما ذاكَ إلَّا أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ علَى قبرِ يَهوديٍّ، فَقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: (( أنتُمْ تَبكونَ علَيهِ، وإنَّهُ ليعذَّبُ في قبرِهِ )) يقولُ: بِعملِهِ. – حديث صحيح رواه العيني الحلبي في كتاب نخب الافكار –