الكبيرة الثانية عشرة: الزنا، وبعضه أكبر إثماً من بعض
قال الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًأ} – سورة الإسراء.
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزنُونَ ۚ وَمَن يَفعَل ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} – سورة الفرقان.
وقال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُم تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَومِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَد عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} – سورة النور.
وقال النبي ﷺ، وسُئل: أيُّ الذَّنبِ أعظمُ؟ قال: ((أن تجعلَ للهِ ندًّا، وهو خلقكَ))، قلتُ : ثمَّ ماذا ؟ قال : ((أن تقتُلَ ولدَك خشيةَ أن يطعَمَ معك قلتُ)): ثمَّ ماذا؟ قال: ((أن تُزانيَ بحليلةِ جارِك)). – حديث صحيح رواه النَسائي.
وقال ﷺ: ((لا يَزني الزّاني حينَ يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرقُ السّارِقُ حين يسرقُ وهو مؤمنٌ، ولا يشربُ الخمرَ حين يشربُها وهو مؤمنٌ)). – رواه الترمذي والنَسائي.
وقال ﷺ: ((إذا زنى العبدُ خرجَ منه الإيمانُ فكانَ عليه كالظُلّةِ، فإذا أقلعَ رجعَ إليه الإيمانُ)). – رواه ابو داود والترمذي.
وروي عن النبي ﷺ قال: ((من زنى أو شربَ الخمرَ نزعَ اللهُ منه الإيمانَ كما يخلعُ الإنسانُ القميصَ من رأسِهِ)). رواه الحاكم في المستدرك والمنذري.
وقال عليه الصلاة والسلام: ((ثلاثةٌ لا يكلِمُهم اللهُ يومَ القيامةِ ولا يزكِيهم ولا ينظرُ إليهم ولهم عذابٌ أليم: شيخٌ زانٍ، وملكٌ كذابٌ، وعائِلٌ مستكبرٌ)). – رواه الإمام مسلم والنَسائي.
وقال عليه الصلاة والسلام: ((حرمةُ نساءِ المجاهدينَ على القاعدينَ كحرمةِ أمّهاتِهم، وما من رجلٍ يخلفُ رجلاً من المجاهدينَ في أهلهِ فيخونُه فيهم إلا وُقفَ له يوم القيامةِ، فيأخذُ من عملهِ ما شاءَ، فما ظنكم؟)). – رواه الإمام مسلم. | قال الإمام النووي رحمه الله: (حرمة نساء المجاهدين هذا في شيئين: أحدهما: تحريم التعرض لهن بريبة من نظر محرم وخلوة وحديث محرم، وغير ذلك. والثاني: في بِرِهِنّ والإحسان إليهن وقضاء حوائجهن التي لا يترتب عليها مفسدة، ولا يتوصل بها إلى ريبة ونحوها.
وقال عليه الصلاة والسلام: ((أربعةٌ يُبغضهم اللهُ: البيّاعُ الحلّافُ، والفقيرُ المُختالُ، والشيخُ الزاني، والإمامُ الجائر)). – أخرجه الإمام النَسائي وإسناده صحيح.
وأعظم الزنا الزنا بالأم والأخت وامرأة الأب وبالمحارم، قال ﷺ: ((من وقعَ على ذاتِ محرمٍ فاقتلُوه)). رواه الحاكم وصححه ولم يوافقه الذهبي.
وفي الباب أحاديث، منها حديث البراء: (أن خالَه بعثه النبيُ ﷺ إلى رجلٍ عرّس بإمرأةِ أبيه أن يقتلَه ويُخمّسَ مالَه). – رواه أبو داود وابن ماجة.
- كتاب الكبائر وتبين المحارم للإمام الذهبي – حققه محي الدين مستو.
- للمتوسمين | lilmutawasimin