الغَموسُ لُغةً: مِن غَمَسَه في الماءِ: إذا غَطَّه فيه وأدخلَه. – الصحاح للجوهري –
اليَمينُ الغَمُوسُ اصطِلاحًا: الحَلِفُ على إثباتِ شَيءٍ أو نَفيِه، يُتعَمَّدُ الكَذِبُ فيه، وسُمِّيَت غمَوسًا؛ لأنَّها تَغمِسُ صاحِبَها في الإثمِ، ثَّم في النَّارِ. – شرح مختصر الطحاوي للجصاص –

اليمين الغموس: سميت غموسًا لأنها تغمس صاحبها في النار أو في الإثم.

جمهور العلماء على أن من حلف على شيءِ في الماضي وهو يعلم أنه كاذب فقد ارتكب إثمًا عظيمًا واقترف ذنبًا كبيرًا أوجب الاستغفار والتوبة إلا أنه لا كفارة فيه. وممن ذهب إلى هذا ابن مسعود – رضي الله عنه – وسعيد بن المسيب والحسن البصري ومالك والأوزاعي والثوري والليث وأبو عبيد وأبو ثور وأبو حنيفة وسائر أصحاب الرأي من أهل الكوفة. قال ابن مسعود: كنا نعد من اليمين التي لا كفارة لها اليمين الغموس.

وقال سعيد بن المسيب: هي من الكبائر وهي أعظم من أن تُكَفَّرُ.

قلت: وبه قال أحمد في أشهر الروايتين عنه وهو المعتمد في المذهب.

وقال الشافعي: فيه التوبة والكفارة. وروي هذا عن عطاء والزهري والحكم وعثمان البتي. وقال به أحمد في رواية. وحكاه الماوردي عن الأوزاعي كذلك (3).

انظر مغ ح 11 ص 177 القرطبي ح 6 ص 266 ص 267 بداية ح 1 ص 541. انظر الحاوي الكبير ح 15 ص 267.

– موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي للشيخ الإستاذ الدكتور محمد نعيم ساعي اللاذقاني الشامي/السوري –


قال الله جل جلاله: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. – سورة آل عمران/٧٧ –

قال الله جل جلاله: { لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }. – سورة المائدة/٨٩ –

♦ اليَمينُ اصطِلاحًا: توكيدُ الحُكمِ بذِكرِ اسمِ اللهِ سُبحانَه وتعالى، أو صِفةٍ مِن صِفاتِه؛ على وَجهٍ مَخصوصٍ. – روضة الطالبين للإمام النووي الدمشقي –

عن النَّبيُّ  فقال: ((الكبائِرُ: الإشراكُ باللهِ، وعُقوقُ الوالِدَينِ، وقَتلُ النَّفسِ، واليَمينُ الغَمُوسُ)). – رواه الإمام البخاري –

عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : ((مَنِ اقتَطَع حَقَّ امرئٍ مُسلِمٍ بيَمينِه، فقد أوجَبَ اللهُ له النَّارَ، وحَرَّم عليه الجنَّةَ. فقال له رجُلٌ: وإنْ كان شَيئًا يسيرًا يا رَسولَ اللهِ؟ قال: وإنْ قَضيبًا مِن أراكٍ)) – رواه الإمام مسلم –

فتاوى ذات صلة
حلف لا يأكل بيضًا فأكل بيض سمكِ وشبهه ؟
حلف لا يأكل بيضًا فأكل بيض سمكِ وشبهه ؟

أكثر العلماء على أن من حلف لا يأكل بيضًا؛ فإنه لا يحنث بأكل بيض لا ينفصل عن بائضه؛ كالسمك والجراد اقرأ المزيد

حلف أن لا يدحل بيتًا فدخل مسجدًا ؟
حلف أن لا يدحل بيتًا فدخل مسجدًا ؟

جمهور أهل العلم على أن من حلف أن لا يدخل بيتًا فدخل مسجدًا أو حمامًا، فإنه لا يحنث بذلك. وقال اقرأ المزيد

اليمين (الحلف) هل يكون على نية المستحلف أم على نية الحالف؟
اليمين (الحلف) هل يكون على نية المستحلف أم على نية الحالف؟

حكى النووي وغيره الإجماع على أن القاضي إذا استحلف يعني طلب الحلف باليمين، فإن الاعتبار بنية القاضي واستحلافه، ولانظر لنية اقرأ المزيد

الطلاق والعتاق قبل النكاح وقبل التملك
الطلاق والعتاق قبل النكاح وقبل التملك

جمهور أهل العلم على أنه لا يقع طلاق ولا عتاق قبل نكاح وقبل تملك. روي هذا عن ابن عباس رضي اقرأ المزيد