جمهور العلماء على استحباب إتيان الجمعة مشيًا بسكينة ووقار وجمهورهم على كراهة الإسراع، وحكاه ابن المنذر في مطلق الصلوات عن زيد بن ثابت وأنس بن مالك وأبي ثور وأحمد واختاره ابن المنذر، وهو مذهب الشافعي -رحمه الله-.
وروى ابن المنذر عن جماعة من الصحابة والتابعين وغيرهم الإسراع عند سماع الإقامة منهم ابن عمر وابن مسعود – رضي الله عنهم – والأسود بن يزيد وعبد الرحمن بن يزيد وإسحاق رحمهم الله تعالى (١) ورُوي عن ابن مسعود خلاف هذا.
مج ج 4 ص 372.
(١) قال القرطبي: قال الحسن (يعني البصري): أما والله ما هو بالسعي على الأقدام (يعني قوله تعالى) {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9]، ولقد نهوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع. انظر قرطبي ج 18 ص 103. قلت: قال ابن العربي فيمن ذهب إلى أن السعي هو الاشتداد والجري: وهو (أي هذا المعنى) الذي أَنكره الصحابة الأعلمون والفقهاء الأقدمون. انظر أحكام القرآن ج 4 ص 1804، قرطبي ج 18 ص 102.
عن أَبي قَتادةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((بينما نحنُ نُصلِّي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ سمِعَ جَلبةَ رجالٍ، فلمَّا صلَّى قال: ما شأنُكم؟ قالوا: استعجلْنا إلى الصَّلاةِ، قال: فلا تَفْعَلوا؛ إذا أتيتُم الصَّلاةَ فعليكم بالسَّكينةِ، فما أدركتُم فصلُّوا، وما فاتَكم فأتمُّوا)) – حديث صحيح رواه البخاري ومسلم –