جمهور العلماء على أن الأفضل في عدد ركعات التراويح في رمضان أن تكون عشرين ركعة، وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه والشافعي وأحمد وداود وغيرهم.
وقال مالك: التراويح تسع ترويحات، وهي ست وثلاثون ركعةً غير الوتر. قال -رحمه الله-: هو الأمر القديم. رواه عنه ابن القاسم.
قال الشافعي -رحمه الله-: ورأيتهم بالمدينة يقومون بستٍ وثلاثين ركعةً بسبع ترويحات، ويوترون بثلاث. قال -رحمه الله-: وأحبُّ إليَّ عشرون لأنه رُوي عن عمر بن الخطاب وكذلك (يعني بالعشرين) يقومون بمكة ويوترون بثلاثةٍ. هذا نصُّه بحروفه -رحمه الله- (1).
مج ج 3 ص 486.
(1) قلت: وكأنه الأمر المجمع عليه في خير القرون أن التراويح تُصلَّى بعشرين وبأكثر من عشرين وأن الأمر في ذلك واسع، وأما صلاة الناس في رمضان ثماني ركعات فمع أنه جائزُ وواسع إلا أن أكثر أهل الملة في زمان السَّلف كانوا على غير هذا على نحو ما ذكرناه ونقلناه عن مالك والشافعي في مكة والمدينة حيث العلماء والتابعون وتابعوا التابعين فظهر أن تشدد بعض العصريين في أمر ركعات التراويح وحصرها في ثماني ركعات ودعوة الناس إلى هذا بعيد كل البعد عن الفقه والأثر والله المستعان، وانظر في مسألة ركعات التراويح – مغ ج 1 ص 798، بداية ج 1 ص 274، الحاوي ج 2 ص 290، المدونة ج 1 ص 194.
♦ فليؤدِّ المسلم العدد الذي تنشط له همته ويتأمل قراءته، ويستجمع فيه فكرَه نحو جلال الله وكماله امتثالاً لقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ((مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدم من ذنبه)).